سوريا
عائلة الأسد التي حكمت سوريا قرابة نصف قرن تنحدر من الطائفة العلوية، مثل الكثير من أهمّ أركان النظام السوري الأمنيين والعسكريين. لذا ليس من المستغرب أن يشغَل العلويون حيّزاً واسعاً من النقاشات العامة خلال سنوات الصراع السوري.
لا زال من المبكر الحكم على مآلات التيار الجهادي الجديد. ولكن من المؤكد أنه يشكل العدو الاول للتنظيمات الجهادية المعروفة (داعش والنصرة)، لأنه ينافسها ليس فقط على موارد وأشخاص التيار الجهادي، بل ينافسها أيضا على شرعية الوجود.
بعد أكثر من ست سنوات على اندلاع الأزمة السورية، اصبحت البلاد في حالة من التشظي والانقسام على كل المستويات، السياسية والعسكرية والاجتماعية، في غياب أي أفق واقعي للحل في بلد تحول الى مأزق دولي كنتيجة طبيعية لتدخل أممي مضطرد في شؤونه الداخلية.
يوجد في سوريا اليوم عدة تنظيمات إسلامية تقاتل النظام. بعضها يعد من التنظيمات الراديكالية التي تسعى لفرض نموذجها الإيديولوجي بالقوة بالاعتماد على ما يسمونه “نموذج التمكين”؛ أي الوصول إلى السلطة ثم فرض نموذجهم في الحكم القائم على فهمهم للإسلام.
هناك نوعان من السلفية التي ألفنا وجودها وعرفنا افكارها منذ بدايات القرن الماضي، ولكن الحرب السورية انتجت فكراً سلفياً ناشئً يسعى لأن يبتعد عن السلفية الكلاسيكية التي نعرفها.
إن الصراع الدائر في سوريا منذ عام ٢٠١١، يعكس حالة التوحش التي يعيشها عالمنا في بداية القرن الحادي والعشرين.
البغدادي غير الراغب بالظهور الاعلامي وذو الخبرة باستهداف خصومه له ولقياداته لايزال يشكل عبئا استخباريا لملاحقيه.
رغم المأساة التي يعيشها الشعب السوري اليوم في جميع مناطق سوريا، وبالأخص المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، إلا ان هناك من يعمل على خلق فسحة أمل.