سياسة
بعد أكثر من ست سنوات على اندلاع الأزمة السورية، اصبحت البلاد في حالة من التشظي والانقسام على كل المستويات، السياسية والعسكرية والاجتماعية، في غياب أي أفق واقعي للحل في بلد تحول الى مأزق دولي كنتيجة طبيعية لتدخل أممي مضطرد في شؤونه الداخلية.
كتب الأديب اللبناني، جبران خليل جبران، "لاتنسى ان البحر مؤلف من قطرات، وفي كل قطرة كل ما في البحر من معاني". لكن اليوم ما تجده في قطرة ماء في لبنان، على الأرجح هو نفايات سامة تهدد مواطنيه والحياة البحرية والبحر المتوسط.
ظنوا أنهم قد يستطيعوا قهر قطر "الصغيرة" بالضغط والتهديد، لكن وبعد تفاقم الأزمة الخليجية، يبدو ان السعودية والإمارات يلحقون الضرر بأنفسهم أكثر منه بقطر.
يوجد في سوريا اليوم عدة تنظيمات إسلامية تقاتل النظام. بعضها يعد من التنظيمات الراديكالية التي تسعى لفرض نموذجها الإيديولوجي بالقوة بالاعتماد على ما يسمونه “نموذج التمكين”؛ أي الوصول إلى السلطة ثم فرض نموذجهم في الحكم القائم على فهمهم للإسلام.
هناك نوعان من السلفية التي ألفنا وجودها وعرفنا افكارها منذ بدايات القرن الماضي، ولكن الحرب السورية انتجت فكراً سلفياً ناشئً يسعى لأن يبتعد عن السلفية الكلاسيكية التي نعرفها.
إن الصراع الدائر في سوريا منذ عام ٢٠١١، يعكس حالة التوحش التي يعيشها عالمنا في بداية القرن الحادي والعشرين.
على الرغم من احياء الإسرائيليين لذكرى مرور ٥٠ سنة على حرب الستة أيام، فالذي كان يعد نصراً استراتيجياً قد تسبب بمشاكل سياسية ما زالت إسرائيل تعاني منها حتى الآن، من وجهة نظر عسكرية. يقول المؤرخ هيلموت مايشر.
ثار السوريون من أجل الكرامة ودولة القانون، سرعان ما سرق النظام والمعارضة المتشددة أحلام السوريين، وصار الصوت المعتدل عند هذا الطرف كافر وعند الآخر خائن وبكل الأحوال هو...ميت.