الزمن اللازم للقراءة: 8 دقيقة
الحياة مع البحر في الإسكندرية

اهلاً في الإسكندرية!

مقالة خاصة
زوجين مسنين يسترخون على شاطئ جليم
زوجين مسنين يسترخون على شاطئ جليم في الإسكندرية المصور: ستيان اوفردال

مع تقلص الشواطئ المفتوحة للجمهور على طول الخط الساحلي للإسكندرية، ثاني المدن المصرية، يصارع الاسكندريون بتحديد هويتهم المتأصلة بعلاقتهم بالبحر.

عند ظهيرة اليوم الأول من أبريل/نيسان، تتنوعت مظاهر الحياة على طول شاطئ "جليم" الشعبي، حيث قامت مجموعة من فتيات المدارس بالاستلقاء لغمر أقدامهن في الرمال، وعلى مسافة منهن يسترخى زوجين مسنين تحت مظلة واسعة، بينما تتسع ظلال المباني العالية والإعلانات التي احتشدت خلف الشاطئ وشغلت جانب الكورنيش. يقع الشاطئ في الحي الذي يحمل نفس الاسم، والذي ينتمي أغلب قاطنيه إلى الطبقة المتوسطة، بينما يقصد شاطئه غالبية من أبناء الضواحي الفقيرة والريفيين من زوار الإسكندرية، إلى جانب السياح.

 

تلك المدينة التي اختار الإسكندر الأكبر تأسيسها في 332 قبل الميلاد على ساحل البحر المتوسط الذي جمعته علاقة وثيقة مع سكانها، ليصبح الملاذ لكل شخص يرغب في التخلص من ضغوط ومشاكل الحياة اليومية.

 

فتى يقفز إلى الماء على شاطئ جليم
فتى يقفز إلى البحر على شاطئ جليمالمصور: ستيان اوفردال

اعتاد الشقيقان، فارس ومحمد"17و 12 عام، الذين يعيشا في حي "العوايد"، أحد الأحياء الفقيرة التي تقع بالقرب من جليم، أن يرتادا الشاطئ كل يوم بعد المدرسة للعب والسباحة، الندوب التي توزعت على وجه "محمد"  تروي الكثير عن المغامرات التي خاضها الشقيقان مع أصدقائهما على هذا الشاطئ.

 

على الجانب الآخر من الشاطئ تجد "صالح" ذو ال ١٧ عام، الذي يعيش بنفس الحي "العوايد”، يتدرب على الرقص، فهو عضو في فرقة "عفاريت الأسفلت" لرقص أسلوب يدعونه "دق وكسر وشعوذة". كانت أولى عروض هذا الفريق في شوارع حي "العوايد" حيث لاقى العرض استحسان أهالي الحي، مما جعل الفريق يتلقى لاحقًا طلبات لأداء عروضهم في حفلات الزفاف.

 

على شاطئ بحر الاسكندرية يمكن مشاهدة مصر بكل تقلباتها، من آمال وأحلام مواطنيها إلى جرعة كبيرة من المشقة لا يخلو منها واقعهم. على الأرض الصخرية بجانب البحر، يركض مجموعة من الصبية، ممن اشتركوا في تجربة ترك المدرسة والنزول إلى العمل مع باعة الفواكه والخضراوات المتجولين، خلف كرة بالية،. "يأتي المعلمون إلى المدرسة، لكنهم يفعلون كل شيء إلا التدريس؛ بعض المدرسات تجلب الخضروات وتقوم بإعدادهم داخل الفصل، مما يضطرني إلى إنفاق الكثير من الأموال على الدروس الخصوصية، وفي النهاية لا أتقن حتى الكتابة!" يقول أحدهم؛ ويضيف شقيقه الأصغر، الذي خاض نفس التجربة: "أنا هكذا أفضل! أنا الآن أعمل ويمكنني شراء الملابس لنفسي، أو توفير المال لشراء الهاتف المحمول."

 

وبالإنتقال من “جليم" إلى وسط المدينة، حيث تقبع مكتبة الإسكندرية التي تم إعادة بنائها عام 2002 في منطقة الشاطبي، بجوار الجزء غير المحدث من السور الصخري الممتد على طول الكورنيش، حيث يجلس الشباب والشابات الذين يأتي معظمهم من مجمع الكليات الذي يقع على بُعد أمتار منه.

 

اعتادتا الصديقتين "ندى" و"ندى" 18 و19 عام، الجلوس على السور للاسترخاء بعد انتهاء يومهم الدراسي، لا يعكر صفو هذه الجلسات سوى المضايقات التي يتعرضن لها من قبل بعض الشباب. تقول "ندى": "بسبب التحرش الذي نتعرض له نضطر للرحيل قبل غروب الشمس"، وتردف: " آخر هذه المضايقات كانت قبل دقائق قليلة عندما قام شاب بتوجيه كلبه نحونا لإخافتنا."

 

البائعون الذين يهيمون على وجوههم على طول الكورنيش كانت لهم أيضًا قصصهم الخاصة. "أحمد" فتى يبلغ من العمر 17 عامًا، انتقل من سوهاج بالصعيد إلى الإسكندرية، للعمل في بيع البالونات على الشواطئ. عزم "أحمد" على تولي المسئولية بدلًا من والده المريض الذي لم يعد قادرًا على العمل، "كل يوم بعد المدرسة اذهب لشراء البالونات وبعدها أتجول لبيعها، والحمد لله في نهاية اليوم تكون غلتي حوالي 50 جنيها مصريا (2.50 يورو). لو كنت اعمل في مطعم مثلًا لكنت حصلت على 20 جنيه فقط في اليوم" يقول "أحمد".

احد قصور الإسكندرية القديمة
العديد من المباني القديمة في الإسكندرية تم تدميرها و العديد يلقون باللوم على الفساد وصفقات رجال الأعمال الفاسدين المصور: ستيان اوفردال

اسكندرية الماضي:

 

"دائمًا ما يسمع كل مواطن نشا وترعرع في الاسكندرية عبارة (الإسكندرية كانت جميلة زمان)" يقول "عمرو علي"، ناشط ثقافي من الإسكندرية وأستاذ مساعد في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ويرى أن العبارة لها انعكاساتها على اهل المدينة وكأنهم محكوم عليهم بالعيش في ظل أسلافهم، وكأنهم لا يستحقون هذا الميراث؛ بحسب "علي"، ويضيف: "العبارة الشهيرة التي تقول بأن الإسكندرية هي المدينة الثانية بعد العاصمة تفاقم المشكلة، لأن ذلك يعني أنك كإسكندري دائما في سباق للحاق بركب الأول".

 

في الماضي، كانت تشتهر الإسكندرية بوجود تجمعات كبيرة من اليهود واليونانيين، كما كانت مهبط لكثير من المهاجرين لكونها ميناء يطل على البحر المتوسط. كما ان الكثير من الأرمن، الذين فروا من الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الأولى، قد استقروا في الإسكندرية.

 

دانيال تانيليان شهد تغيرات كثيرة في المدينة
دانيال تانيليان شهد تغيرات كثيرة في مدينته المصور: ستيان اوفردال

 

"دانيال تانيليان" ذو ال67 عامًا، مهندس متقاعد من سكان المدينة وعشاقها، كانت أسرته، ذات الأصل الأرمني، جزءًا من موجة الهجرة قديمًا. يقول "دانيال": "اختار الأرمن أن يعيشوا في الإسكندرية لأنها تميزت بطبيعة "كوزموبوليتان" (طابع عالمي)، أعطت مواطنيها سمات متميزة عن المواطنين المصريين الآخرين، كالانفتاح على الآخر، الأمر الذي جعلها بقعة مفضلة لدى كثير من المغتربين الأجانب"، ويضيف:" لقد كان الأوروبيون يأتون للعمل هنا".

 

"دانيال" الذي ولد وترعرع في الإسكندرية، كان شاهد على العديد من التغيرات التي حدثت لمدينته وبحرها. "في الماضي لم يكن هناك مثل هذا الازدحام، وكانت الشواطئ مفتوحة، وكان يمكن الجلوس أمام البحر من دون هذه المقاهي والمطاعم التي تشكل حاجزًا بينه وبين رواده؛ تغير لون البحر الآن بسبب التلوث. وعلى الرغم من أن ظاهرة الباعة الجائلين لم تتغير منذ الماضي، إلا أن الضجيج الذي بات يحاصر المدينة قضى على ما كانت تمتاز به من هدوء."

 

حارس امن مع كلبه
حارس امن مع كلبه على الحد الفاصل بين شاطئ مجاني و شاطئ خاصالمصور: ستيان اوفردال

كان هناك الآلاف من الأرمن الذين يعيشون في مصر قبل خمسينيات القرن الماضي، لكن هذا العدد انخفض بعد ذلك، مثلهم مثل أقليات أخرى كاليهود، ويفسر "دانيال" قائلًا:" كانت مهنتهم الرئيسية هي إصلاح الساعات والجلود، ولكن نظرا لأنهم كانوا أقلية لم يتمكنوا من المنافسة وإيجاد فرص عمل جيدة، بالإضافة إلى الضغوط التي فرضت على الأجانب في مصر في فترة معينة، جعلت العديد منهم يهاجرون عندما أتيحت فرص الهجرة". لكنه يؤكد أنه لم يفكر أبدا في المغادرة، وقد كانت عائلة "تانيليان" واحدة من العديد من عائلات الأرمن الذين اختاروا البقاء في مصر، ويؤكد "دانيال" على انتمائه قائلًا: "عندما يسألني أحد من أين أنت، أقول إنني اسكندري من مصر فقط."

 

عدم الاستقرار:

 

تستمر ظاهرة الهجرة حالياً، لكن هذه المرة من أبناء المدينة باتجاه العاصمة (القاهرة على بعد ساعتين ونصف بالسيارة)، وهو ما تحدث عنه "عمرو علي"  لافتًا إلى ما يسمى بـ"هجرة الأدمغة" نتيجة المركزية، وهو ما يعني أن تخوفات العيش في المدينة الثانية لازالت تتزايد، "مما يفسر السبب الذي جعل المتمردين والثوار في مصر يأتون دائمًا من الإسكندرية."

 

في حديثه عن "الهوية الإسكندرية"، يقول "علي" إن العوامل الجغرافية كانت مفصلية في تشكيل هذه الهوية: "لقد شكل الكورنيش، وهو العمود الفقري للإسكندرية، علاقة المرء بالمدينة." لذلك كان من البديهي أن تؤثر التحولات التي تشهدها المدينة جغرافيًا في حياة مواطنيها، ونجد بعض هذه التغييرات تتجلى في الانخفاض الكبير لعدد الشواطئ العامة في السنوات الأخيرة. حيث لم يبقى من شواطئها الخمسة وأربعين إلا خمسة فقط مفتوحة للجمهور مجانًا، بينما تتراوح تذكرة الدخول لبقيتها بين أربعة وعشرة جنيهات مصرية للفرد الواحد ، وهو ما يعتبر مبلغ مرتفع بالنسبة لأسرة متوسطة الدخل.

 

لم يتوقف الأمر عند الشواطئ فحسب، بل امتدت إلى الكورنيش الذي بدأت مساحات واسعة منه تتوارى خلف الأندية المملوكة لعدد من نقابات بعض المهن كالأطباء والمهندسين والقوات المسلحة. ابنية هذه النوادي غالبًا ما تحجب منظر البحر، كما ان الكافيتريات أصبحت تمتد على المساحات المخصصة للمشاة والاستخدام العام. يقول "علي": "لقد تم خصخصة الكورنيش بصورة سريعة، أدت إلى شعور المواطنين بعدم امتلاك المدينة”، ويضيف: "هذا ما يزيد من الشعور بالاغتراب والعدمية ويؤدي إلى تفريغ مفهوم المواطنة".

 

في محاولة لإيقاف هذا الزحف على الشواطئ، ظهرت مبادرة "أنقذوا الإسكندرية" الاجتماعية، التي طالما ناضلت للحفاظ على الفضاء العام. "شريف فرج" -أحد مؤسسي المبادرة يعتقد أن الأطفال والشباب اليوم سيرون وجهًا مختلفًا للإسكندرية عن الذي رآه هو ونشأ فيه، ويفند عدد من التغييرات التي حدثت للكورنيش قائلًا: "تمت إزالة الكبائن التي كانت بجوار البحر في مناطق مثل سيدي بشر، والتي كان يستخدمها كثير من المصطافين، كما تضاءلت منطقة المشاة في الكورنيش تدريجيا بسبب توسعة الطريق، وتضاءل عدد الشواطئ التي كانت متاحة للمواطنين ذوي الدخل المنخفض".

 

وينتقد "فرج" التطورات الواقعة على الكورنيش، من فنادق ومطاعم، التي حجبت الواجهة البحرية عن باقي المدينة، فضلا عن مرأب السيارات متعدد الطوابق الذي تم بنائه مؤخرا على الكورنيش، فيقول: "إن المرائب متعددة الطوابق معروفة في جميع أنحاء العالم بأنها أسوأ أنواع المباني المعمارية، لذلك ليس من المفهوم كيف تأتي بقطعة من القبح وتضعها بجانب أيقونة من الجمال وهي البحر، حيث يُفترض أن تحيط به بأفضل أشكال الهندسة المعمارية."

 

انعكاس صورة سائق سيارة اجرة عالق في الإزدحام المروري في مرآته
مشروع الفندق العسكري يسبب ازدحام خانق على طول الكورنيش المصور: ستيان اوفردال

مبادرة "أنقذوا الإسكندرية" تهدف أيضًا لحماية المباني التاريخية من معاول التحديث، من خلال إطلاق الحملات الشعبية والتدوين على الانترنت؛ حيث تم هدم العديد من مباني المدينة البارزة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك فيلات قديمة ترجع إلى عصور المدينة الذهبية في عشرينيات القرن الماضي، على الرغم من وجودها على قائمة المباني التاريخية المحمية، إلا أنها لم تنجوا من أصحاب النفوذ الذين استطاعوا إزالتها من القائمة، ومن ثم المضي قدمًا في أعمال الهدم دون التشاور مع الجمهور.

 

يقول "محمد ابو الخير"، أحد مؤسسي "أنقذوا الإسكندرية" لإحدى الصحف المحلية، إن المشكلة تكمن في "شبكة قوية من رجال الاعمال، ضباط شرطة فاسدين، مهندسي مناطق، وضعف التشريعات"، ويضيف: "قصة تدمير أي عقار تاريخي تبدأ من المقاول أو السمسار، الذي يقوم باجتذاب وأحيانًا الضغط على صاحب العقار لبيعه مقابل مبلغ كبير من المال. وبمجرد أن تنتقل ملكية العقار إلى يد رجل الأعمال، تبدأ عملية الهدم ".

 

اطلالة احد الفنادق الراقية في الإسكندرية على الكورنيش والشاطئ التابع له
اطلالة احد الفنادق الراقية في الإسكندرية على الكورنيش والشاطئ التابع لهالمصور: ستيان اوفردال

ويعتبر المشروع الأكثر إثارة للجدل هذه الأيام، هو فندق القوات المسلحة الذي يجري بناؤه على الواجهة البحرية لمنطقة سيدي جابر فوق أطلال مسرح السلام، والذي تم هدمه فجأة. وقد أثار هذا المشروع حنق المواطنين، نتيجة للاختناقات المرورية التي صاحبت اعمال البناء، فضلا عن بناء جسر جديد يعلو مرآب السيارات، والذي يرى "فرج" أنه لن يخدم سوى مصلحة الفندق الجديد. وعلى الرغم من الهيمنة السياسية الكبيرة التي يمارسها الجيش في مصر، والتي امتدت لتصبح أيضًا هيمنة اقتصادية، فإن الأمر يمر بفضل استسلام المصريين العاديين الغارقين في الكفاح من أجل توفير حاجاتهم الأساسية.

 

في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الأحد 9 نيسان / أبريل 2017، في كنيسة القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية ، و الذي أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات، كتب "عمرو علي" على موقع مدى مصر يقارن بين ردة فعل الإسكندريين بعد حادثة تفجير كنيسة القديسين في سيدي بشر في 1 كانون الثاني / يناير 2011، الذي اودى بحياة 23 شخصًا، ورد فعلهم هذه المرة، وقال  إن هجوم عام 2011 قد أثار روحًا مدنية جديدة سطرت لهجة الثورة التي تلت الهجوم بعد أسابيع قليلة، وأضاف:" انضم الإسكندريون حينها إلى الوقفات الاحتجاجية المتنامية في الشوارع، فضلا عن الإدانة العلنية لنظام مبارك أثناء جنازة الضحايا، حيث ردد المشيعون :"نريد اسقاط الرئيس ووزير الداخلية!" ولكن المزاج العام كان مختلفا بعد الانفجار الأخير وفقًا لـ"علي"، فيقول: “بالنسبة للمواطن العادي فيبدو له أن الجيش يركز على مشاريعه الاقتصادية الخاصة، على حساب الاقتصاد والمصلحة العامة غالبًا، في حين طورت الشرطة آليات سريعة للقضاء على الاحتجاجات السياسية، وتم حبس عدد لا يحصى من النشطاء، أما الاحتجاجات التي تحركها لقمة العيش، فيتم التفاوض معها وابعادها سريعًا". ويرى "علي" إن الحديث عن الأنظمة، السيسي، الدولة الإسلامية، الإرهاب والاستراتيجيات الجغرافية، سرعان ما يختفي تحت ضغط الحياة اليومية للفرد الذي يكافح من أجل البقاء، ويدرك أن مواجهة هذه القوى مسألة تخرج عن قدراته.

 

شاطئ جليم بعد الغروب
شاطئ جليم بعد الغروب المصور: ستيان اوفردال

وبينما كان الإعتماد على الطبقة العاملة للتعبير عن تأييد الرئيس السيسي، فإن شعبيته أخذت تتدنى بشكل مطرد مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية. ويمكنك أن تلاحظ هذه المشاعر خلال التعاملات اليومية، فسائق سيارة الأجرة الذي علق في الاختناق المروري الذي خلقه مشروع الفندق العسكري، يتحدث عن رفضه للرئيس الحاكم.

 

وقد أدى تراجع السياحة منذ الثورة إلى إلحاق الضرر باقتصاد الإسكندرية. يظهر ذلك في زيارة لإحدى مطاعم المدينة الذي خلى من رواده إلا القليل، حيث تعتبر اسعاره باهظة بالنسبة للمصريين العاديين، بينما تعد أسعار متواضعة وفقًا للمعايير الدولية سواء في أوروبا أو الخليج العربي.

 

لمدة تزيد عن ألفي عامًا، زخرت مدينة الإسكندرية بتقلبات أشبه بتقلبات موجات بحرها، والذي يقف اليوم الإسكندريون أمامه لا تدري أيهما يشكي إلى الآخر، حيث انتقلت من مدينة تستقطب الجنسيات المتنوعة للعيش أو العمل بها، إلى مدينة لا يفلح واقعها الحاضر في اجتذاب السياح إليها، ومن ثاني أقوى عاصمة في العالم في عهد الاسكندر الأكبر، إلى المدينة الثانية في مصر. ومع الانحسار التدريجي للعناصر المشتركة بين اسكندرية الماضي والحاضر، إلا أن تقلبات البحرها لازالت مستمرة، ولعل المستقبل يحمل لها ما هو أفضل.

عن: 
نهلة النمر